موريتانيا..الكلمة الافتتاحية لرئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”
ألقى الأستاذ حبيب ولد حمديت رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العادي الرابع لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”كلمة وذالك بمناسبة افتتاح المؤتمر الذي يستمر أيام 25,24,23,
وهذا نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم “الّذين إن مكّنّاهُم في الأرض أقامُوا الصّلاة وءاتوُا الزّكاة وأمَروا بالمعروف ونهَوْا عنِ المُنكر ولله عاقبةُ الأمُور”.
الحمدُ لله الذي بعزّته وجلاله تتم الصالحات، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، لك الحمد كله وإليك يُرجع الأمر كله، ونصلي ونسلم على من بعث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
السيد رئيس البرلمان الموريتاني، ممثلا بنائبه الأول،
السيد زعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية،
السيدة رئيسة جهة انواكشوط،
السادة رؤساء وممثلو الأحزاب السياسية الوطنية..
السادة والسيدات الضيوف الأكارم من السنغال والجزائر والمغرب وتونس وفلسطين ..
السادة والسيدات أعضاء السلك الدبلوماسي ..
السادة العلماء والأئمة والدعــاة ..
السادة المنتخبون من نواب وعمد ومستشارين ..
السادة الأمناء العامون للمركزيات النقابية والنقابات المستقلة ..
السادة الإعلاميون ..
الإخوة والأخوات مناضلو ومناضلات حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) ..
أيها الجمع الكريم ..
يشرفني باسمي وباسم اللجنة التحضيرية وباسم جميع منتسبي الحزب أن أرحب أحرّ الترحيب بجميع ضيوفنا المبجلين.
أيها الجمع الكريم، ها نحن بمنّ الله تعالى وتوفيقه نصل إلى هذه المحطة الهامة من حياتنا الحزبية، ألا وهي حدث تنظيم المؤتمر الرابع والتي عملنا بدأب لشهور وأيام وساعات من العمل المتواصل والمحتسِب حتى يكون في مستوى انتظارات وتطلعات التواصليين والتواصليات.
السادة والسيدات ..
لقد أشرف المكتب التنفيذي على الإعداد لهذا المؤتمر المبارك طبقا لنظم الحزب وذلك من خلال تشكيل لجنة تحضيرية مكونة من 11 عضواً روعيت في تشكلتها معايير التجربة والاستيعاب والكفاءة والتنوع .. وقد وضعت هذه اللجنة بعد تشكيلها خطة متكاملة لعملها شملت مختلف الجوانب التي تمس عمل المؤتمر متخذة كافة التدابير الضرورية لاستكمال مجريات عملية التحضير وفق الآجال القانونية المقررة، وهو ما تحقق بتوفيق الله تعالى حيث شملت الخطة المرسومة الإشراف على عمليات الانتساب والانتداب التي عمّت مختلف ربوع الوطن العزيز عبر تشكيل لجان فرعية للانتساب في كل الاتحاديات.
شملت الخطة كذلك مشاريع إعداد ومراجعة الوثائق الحزبية الأساسية من نظام أساسي ورؤية مرجعية وإعلان للسياسة العامة عبر تنظيم عديد الملتقيات التي كانت أقرب إلى الورشات الفنية المتخصصة مع السعي إلى إشراك مختلف الآراء بغية بلورة أوسع إجماع ممكن حول مضامين هذه الوثائق التي سعينا لتكون معبرة عن القوة الاقتراحية المُـثرية داخل صفوف الحزب.
شملت الخطة كذلك إحكام العلمية التنظيمية المتعلقة بالمؤتمر وتوفير الأجواء المناسبة لانسيابية أشغاله، إلى جانب العناية بالإعلام باعتباره الواجهة الخارجية للمؤتمر جنبا إلى جنب مع إيلاء العلاقات وإحسان وفادة ضيوف المؤتمر ومناديبه والسهر على راحتهم ما يستحقانه من أهمية قصوى، دون إغفال البعد المتعلق بتوفير الموارد والمتطلبات اللوجستية الضرورية لإنجاح أعمال المؤتمر، وهو ما بذلت فيه اللجنة المعنية جهودا جبارة.
فكان أن تعاضدت كل تلك الجهود ـ كل فيما يخصه ـ خدمة للهدف العام للمؤتمر الذي يكرسه شعاره الدال “معاً نحقق الإصلاح ونكسب الرهان”.
السيادة والسيدات ..
لقد انتظمت اجتماعات اللجنة التحضيرية واللجان المتفرعة منها بعد تجاوز مرحلة الانطلاقة المتأخر نسبيا والتي استأثرت ـ كما أسلفنا ـ بوضع الخطط وتحديد المهام لنباشر بعدها بالدخول في المراحل العملية التنفيذية حيث انتظمت الاجتماعات الأسبوعية للجنة التحضيرية واللجان المتفرعة عنها دون كلل أو ملل، فكانت الجدية والمسؤولية وروح الشورى والديمقراطية هي السمة الغالبة على أجواء النقاش والتداول داخل أروقة مختلف اللجان العاملة؛ ما كان له أبلغ الأثر الإيجابي فيما وصلنا إليه الآن.
وتمثُّلاً للشورى والديمقراطية وتشوفا لتنوع الآراء وثرائها فقد سعينا إلى إشراك أوسع قاعدة ممكنة كما أسلفنا في عملية التحضير المذكورة من مناضلي ومناضلات الحزب، فتعدى عدد المشاركين والمشاركات في لجان المؤتمر المختلفة 450 فرداً.
أيها الجمع الكريم ..
لقد وصل عدد المنتسبين إلى الحزب في هذا الاستحقاق إلى أكثر من 130 ألف منتسب، وهو ما تجاوز الرقم السابق للانتساب خلال المؤتمر الماضي بما يزيد على الثلاثين ألف منتسب، حيث أصبحت للحزب ولأول مرة بُنى قاعدية في كل مقاطعات الوطن، ما يرسم بجلاء ملامح مستقبل سياسي واعد لحزبٍ صاعد يحمل مشروعا وطنيا جامعا بمرجعية إسلامية لكل أهل موريتانيا دون استثناء.
أيها السادة والسيدات ..
إن انعقاد هذا المؤتمر وفق التوقيت المحدد له ووفق هذا الزخم الجماهيري المعتبر رغم تضافر العديد من التحديات والإكراهات التي ليس أقلها تأخرُ انطلاقة اللجنة مع أجواء العُطل والأمطار الغزيرة التي غمرت جل مناطق البلاد، إضافة إلى ضغط مواعيد واستحقاقات وطنية أخرى، ليُبرهن بجلاء على قيام قناعة صادقة وإرادة راسخة لدى أهل تواصل قيادة ومناضلين بضرورة استمرار وتيرة البناء المؤسسي واحترام النظم المُسَطّرة مع وجوب الرجوع في كل مرة تستلزم ذلك إلى الجماهير المناضلة صاحبة القرار الأول والأخير في الشأن الحزبي والسياسي، إلى جانب قيام الحاجة إلى تكريس أعراف وتقاليد ديمقراطية في هذا المجال تُشكل في تقديرنا إضافة نوعية من “المدرسة التواصلية” إلى الحياة السياسية الوطنية، سبيلا منا إلى بناء مؤسسة حزبية وطنية تتبنى الديمقراطية تصوراً نظرياً وتعيشها ممارسة عملية.
وخــتاماً نأمل أن نكون قد وُفقنا نسبيا في مقاربة الرؤية الحسنة المرتسمة في مِخْيالِ الحضور الكريم لِما ينبغي أن يكون عليه الملمح العام لهذا الحدَث الفارق والذي يتشكل أداءً وتفاعلاً بمشاركة الجميع مؤتمرين وضيوفا ..
ولا يسعني في ختام هذه الكلمة إلاّ أن أعبر عن كامل الشكر والتقدير لكافة لجان المؤتمر العاملة من أهل التنظيم والإعلام والعلاقات والضيافة والمالية والنقل والوثائق على ما بذلوا ويبذلون من جهود كان لها الدور الفاصل في إنجاح المؤتمر وفي القلب من كل ذلك المرأة التواصلية رمز التضحية والبذل المتجدد ونُكران الذات جنباً إلى جنب مع أخيها الشاب التواصلي الذي ضرب أروع الأمثلة في الإخلاص والعطاء والصبر والتضحية بالغالي في سبيل ما يؤمنون به.
نسأل الله تعالى أن يرفع مقاماتهم إلى أعلى الدرجات ويجعلَ ذلك في ميزان حسنات الجميع، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.