انطلاق الأيام التشاورية لتنمية نواذيبو وسط حضور رسمي وانتقادات لإقصاء السكان

شهدت مدينة نواذيبو اليوم الاثنين انطلاق فعاليات الأيام التشاورية لتنمية الولاية، بحضور رسمي واسع ضم وزير التعليم العالي والبحث العلمي يعقوب ولد أمين، ومستشارين من الرئاسة والوزارة الأولى، إلى جانب منتخبي الولاية والسلطات الإدارية والأمنية والبلدية.

وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد وزير التعليم العالي، رئيس بعثة الإشراف على التشاور، أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يولي عناية خاصة بمدينة نواذيبو، باعتبارها محوراً اقتصادياً واجتماعياً مهماً، مشيراً إلى أن هذه الأيام تهدف إلى إعداد خطة تنموية تشاركية تستجيب لأولويات السكان وتقدم حلولاً واقعية للتحديات المحلية.

وأضاف الوزير أن الحكومة تعتمد مقاربة جديدة في إعداد السياسات التنموية تقوم على إشراك المواطنين في صياغة المشاريع، قائلاً: “نحن هنا لنستمع إليكم وننقل مقترحاتكم للحكومة لتكون جزءاً من رؤيتها التنموية لنواذيبو”. كما شدد على أن النقاشات مفتوحة للجميع، وأن الهدف هو بلورة رؤية تنموية منبثقة من الميدان.

من جانبه، أوضح والي الولاية ماحي ولد حامد أن الورشات تمثل خطوة نحو وضع تصور شامل للتنمية المحلية، ينسجم مع التوجه الوطني نحو تنمية متوازنة ومستدامة، مبرزاً ما تحقق في المدينة من مشاريع هيكلية في البنية التحتية، والتشغيل، والخدمات الأساسية، في إطار سياسة الرئيس الغزواني.

لكن حفل الافتتاح لم يخلُ من انتقادات حادة، إذ عبّر عمدة بلدية نواذيبو القاسم بلالي عن استيائه من تغييب السكان عن النقاش، قائلاً إن “أغلبية الحضور من الموظفين، بينما غاب المواطنون الذين يفترض أن يكونوا محور التشاور”. ودعا العمدة إلى إشراك أوسع للساكنة وتحديد الإطار القانوني للمدينة، متسائلاً: “هل ما تزال نواذيبو منطقة حرة أم لا؟”.

كما وصف نائب رئيس المجلس الجهوي محمد يل عبد السلام الأيام التشاورية بأنها منعطف مهم في مسار التخطيط الجهوي، مؤكداً أن نواذيبو تعد ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني ومحوراً رئيسياً للتنمية في البلاد.

وشهد اليوم الأول جدلاً تنظيمياً بعد منع عدد من الإعلاميين والفاعلين المحليين من دخول قاعة معهد اللغات التي تحتضن الفعاليات، قبل أن تتدخل السلطات لحل الإشكال والسماح للمسجلين مسبقاً بالدخول.

وتستمر الورشات على مدى عدة أيام، بمشاركة واسعة من الفاعلين المحليين، بهدف بلورة رؤية تنموية مشتركة تعكس أولويات السكان وتوجّهات الدولة تجاه مستقبل ولاية داخلت نواذيبو.