موريتانيا تؤكد من القاهرة أهمية الشراكة الإفريقية الروسية في تعزيز أمن واستقرار الساحل

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، محمد سالم ولد مرزوك، أن التعاون بين القارة الإفريقية وروسيا الاتحادية يمثل رافداً أساسياً لدعم جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز الأمن والسلم في منطقة الساحل عبر مقاربات تجمع بين البعدين الأمني والتنموي.

جاء ذلك خلال خطاب ألقاه الوزير في النسخة الثانية من المؤتمر الوزاري الإفريقي الروسي المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة، حيث أوضح أن موريتانيا تؤمن بأن الاستقرار الدائم في الساحل يتطلب معالجة الجذور العميقة للأزمات، وبناء مؤسسات وطنية قوية قادرة على دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأشاد ولد مرزوك بالتزام روسيا المتواصل بتطوير شراكتها مع القارة السمراء على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مستعرضاً الإرث التاريخي للعلاقات التي بدأت منذ عهد الاتحاد السوفيتي ودعمه لاستقلال الدول الإفريقية، وصولاً إلى القمم والمؤتمرات الحديثة التي وضعت إطاراً مؤسسياً لهذا التعاون.

وأشار الوزير إلى أن هذه الشراكة تمثل فرصة لبناء توازن دولي مثمر، يجمع بين الثقل السياسي والاقتصادي لروسيا وبين الطموحات والموارد الهائلة التي تمتلكها إفريقيا، بما يخدم أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، مؤكداً ضرورة تكثيف الاستثمارات في البنية التحتية، والطاقة، والتحول الرقمي، وتطوير سلاسل القيمة الزراعية والصناعية.

وفي سياق الإصلاحات الدولية، دعا ولد مرزوك إلى تعزيز التنسيق في المحافل الدولية لإصلاح مجلس الأمن والمؤسسات المالية العالمية بما يضمن تمثيلاً عادلاً للقارة الإفريقية، مشدداً على أهمية مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، وضرورة تفعيل آليات تمويل عمليات دعم السلام التابعة للاتحاد الإفريقي.

وختم الوزير كلمته بالتأكيد على أن موريتانيا، بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ستواصل دورها المحوري في تعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة التطرف، انطلاقاً من موقعها الاستراتيجي والتزامها بتغليب لغة الحوار والتعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة في منطقة الساحل.