منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشٍ واسع لحمّى الوادي المتصدّع في موريتانيا والسنغال وتصف الوضع بـ”غير الاعتيادي

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن حمّى الوادي المتصدّع تشهد تفشياً واسعاً في كل من موريتانيا والسنغال، واصفة الوضع الحالي بأنه “غير اعتيادي من حيث الحجم والخطورة”، رغم أن البلدين عرفا في السابق تسجيل حالات متكررة من المرض.

وقالت المنظمة، في تقرير حديث، إن الداء متوطن في البلدين، غير أن انتشاره هذه المرة “أوسع وأكثر خطورة”، مشيرة إلى أن الظروف البيئية المواتية لتكاثر البعوض، وتنقّل الماشية بين موريتانيا والسنغال، إضافة إلى الحدود المفتوحة مع مالي وغامبيا، كلها عوامل ترفع من خطر توسّع رقعة التفشي.

وبحسب بيانات المنظمة، فقد سُجلت منذ 20 سبتمبر الماضي ما لا يقل عن 440 حالة مؤكدة من حمى الوادي المتصدّع، بينها 43 وفاة. وتُعد السنغال الأكثر تضرراً، حيث رصدت 394 إصابة و29 وفاة بنسبة فتك بلغت 7.8%، مع تماثل 327 حالة للشفاء. وتتركز غالبية الإصابات (80%) في منطقة سانت لويس، إضافة إلى مناطق داكار، فاتيك، كولخ، واللوغة.

أما في موريتانيا، فأكدت المنظمة تسجيل 46 إصابة بين 27 سبتمبر و30 أكتوبر 2025، من بينها 14 وفاة بنسبة فتك بلغت 30%، مشيرة إلى أن المرض ظهر في العصابة والبراكنة والترارزة، وهي ولايات تقع على الحدود مع السنغال ومالي بمحاذاة نهر السنغال.

وحذّرت المنظمة من أن ظهور المرض في المناطق الحدودية يزيد من احتمال انتقاله إقليمياً خارج حوض نهر السنغال، داعية إلى تشديد الرقابة الصحية والبيطرية على حركة الماشية والتنسيق بين الدول المتأثرة.

ووصفت منظمة الصحة العالمية مستوى الخطر بأنه مرتفع على الصعيد الوطني في موريتانيا والسنغال، ومتوسط إقليمياً، بينما يبقى منخفضاً على المستوى العالمي.

وتُعرّف المنظمة حمى الوادي المتصدّع بأنها مرض فيروسي حيواني المنشأ يصيب في الأساس الحيوانات الأليفة مثل الإبل والأغنام والماعز، ويمكن أن ينتقل إلى البشر عبر ملامسة دماء الحيوانات المصابة أو أعضائها، أو عن طريق لسعات البعوض الحامل للفيروس.

ويأتي هذا التحذير في وقت تكثّف فيه السلطات الصحية في البلدين جهود المراقبة والوقاية للحدّ من انتشار العدوى وتفادي انتقالها إلى مناطق جديدة.