جنوب افريقيا تحقق عدة انجازات في محاكمتها للكيان المغتصب

حققت مداولات محكمة العدل الدولية بشأن الدعوى المقدّمة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، التي تتهمها بارتكاب جريمة إبادة جماعية في حربها على غزة، نقلًا هامًا في الوعي الإسرائيلي. تعتبر هذه المرة من النادرة التي تتعرض فيها إسرائيل للمساءلة القانونية من أعلى هيئة قضائية دولية بسبب أفعالها وجرائمها خلال حربها في غزة التي استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر.

وقد أظهرت الأدلة المقدمة من فريق محامي جنوب أفريقيا تصريحات تشجع على الانتقام الأعمى والتدمير، صادرة عن قادة إسرائيل، مما يثير الاستياء والقلق في المجتمع الدولي. تعكس هذه المداولات أيضًا حالة الخوف والهلع في أوساط القيادة الإسرائيلية على مختلف المستويات.

وفي سياق متصل، أطلقت إسرائيل حملة شعواء تستهدف جنوب أفريقيا، متهمة إياها بالعداء للسامية والتآمر مع إيران و”حماس”، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين البلدين. كما اتُهمت جنوب أفريقيا بالجحود ونكران الجميل، ما دفع بعض الإسرائيليين إلى نسيان تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث كانت إسرائيل آخر الدول التي قطعت علاقاتها مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا بعد حرب 1973.

وتحمل محكمة العدل الدولية، بوصفها هيئة قضائية دولية، أهمية كبيرة في إظهار الوجه الآخر للحقائق وكشف التضليل الإعلامي الذي يعيشه المواطن الإسرائيلي، والذي أثير من قبل الحكومة الإسرائيلية خلال الحرب في غزة.

وفي ظل هذه التطورات، يعتبر الكثيرون أن مداولات محكمة العدل الدولية ستكون إنجازًا هامًا للعدالة الدولية وستترك وصمة عار كبيرة على سجل إسرائيل، سواء كانت النتائج تشمل وقف إطلاق النار فورًا أو لا، لأنها كانت فرصة لفضح التصريحات والأفعال العدوانية التي ارتكبت خلال الحرب في غزة.