إعلان دلهي يوصي بدمج الطب التقليدي في الأنظمة الصحية العالمية كعنصر أساسي للتنمية

اختتمت القمة العالمية الثانية لمنظمة الصحة العالمية حول الطب التقليدي أعمالها في العاصمة الهندية دلهي، بتوصية صريحة تدعو إلى دمج الطب التقليدي الآمن والفعال ضمن النظم الصحية الرسمية.

وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن القمة لم تكتفِ بتأكيد أهمية هذا القطاع، بل وضعت خارطة طريق عملية تشمل تعزيز الأدلة العلمية، وضمان معايير السلامة والجودة، وحماية المعارف التقليدية، مع الاستفادة من التقنيات الرقمية بطريقة مسؤولة.

وشدد غيبرييسوس على أن الطب التقليدي يمثل علماً حياً وتراثاً مشتركاً للبشرية، وليس مجرد بديل هامشي أو بقايا من الماضي، مؤكداً دوره الحيوي في تحقيق التغطية الصحية الشاملة وبناء أنظمة صحية مرنة قادرة على الصمود.

وشهدت القمة التي استمرت ثلاثة أيام مشاركة واسعة من وزراء صحة وعلماء ومبتكرين من أكثر من مائة دولة، حيث توجت بإصدار إعلان دلهي الرامي لتنفيذ استراتيجية المنظمة للطب التقليدي للفترة ما بين 2025 و2034، وهي الاستراتيجية التي تحظى بدعم مؤسسي من المركز العالمي للطب التقليدي في الهند.

وحدد المشاركون أربع أولويات للعمل المستقبلي، تصدرها بناء قاعدة بيانات وبحثية قوية، وتطوير المكتبة العالمية للطب التقليدي، يليه تعزيز القوانين المنظمة لضمان جودة المنتجات وثقة الجمهور، ثم دمج الممارسات المثبتة فعاليتها في الرعاية الصحية الأولية، وأخيراً تعزيز التعاون الدولي وتقاسم المنافع بشكل عادل مع الشعوب الأصلية.

واتفقت الدول المشاركة على الالتزام بإجراءات محددة خلال الفترة من 2025 إلى 2027 لتسريع وتيرة العمل، مع التأكيد على دور منظمة الصحة العالمية في مراقبة التقدم وتحديث البيانات، على أن يتم إجراء مراجعة شاملة لما تحقق في عام 2030 لضمان ترجمة هذه الالتزامات إلى واقع ملموس يحسن صحة المجتمعات.