قال الرئيس السابق لحزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية محمد جميل ولد منصور إن مغادرته للعمل السياسى “أمر غير وارد” وإن الخيارات أمامه لاتزال كثيرة، ومنها تأسيس مشروع جديد بالتعاون مع بعض رفاقه السابقين فى الحزب أو من خارج الحزب الذى كان يتولى تسييره، أو ممارسة العمل السياسى كشخصية مستقلة، أو تحويل موقفه الإيجابى من السلطة إلى موقف سياسى مع السلطة، لكن من غير الوارد أن يغادر السياسة وقد أخذت منه الكثير، وأعطته كذلك، لأنه فى النهاية شخصية سياسية لها رأي وموقف.
وقال ولد منصور فى مقابلة مع موقع الفكر الخاص إن نهاية سبتمبر القادم سيكون فرصة للإعلان عن موقفه الأخير، والإتصالات المحتملة والتشاور الذى سيجريه خلال العطلة الحالية أو بعدها سيكون لها تأثير فى الموقف الذى سيعلنه مع بداية الدخول السياسي مطلع أكتوبر 2023.
وعاد ولد منصور إلى القول بأن كل الخيارات تظل مطروحة.
كان من المتوقع فى المؤتمر الأخير أن يتوجه حزب “تواصل” إلى مزيد من الإنفتاح، بعدما أكدت الأحداث والتجارب أن زمن الأحزاب الإيديولوجية قد ولى، وأن المستقبل للأحزاب الوطنية ذات المرجعية الإيديولوجية، أي الجمع بين الإنفتاح والتوسع والضبط والتوجيه، وهو ماحصل عكسه، وقد عبرنا عن تحفظنا عليه، وأعتبرناه تراجعا يجب تصحيحه.
وقال ولد منصور إنه كان مع تحديد المأموريات داخل الحزب، لكن الخروج من قيادة الحزب لايعنى بالضرورة الخروج من التأثير والفاعلية والحضور، وقد عبر عن ذلك للرئيس السابق محمد محمود ولد سييدي، والرئيس الحالى للحزب أمادى ولد سيد المختار، ولكن يبدو أن البعض لديه حساسية من القيادات السابقة للحزب، وهو أمر قد يكون قناعة لدى الرؤساء أو لدى الناصحين الذين نصحوهم بذلك.
وقال ولد منصور إنه بالفعل أتخذ موقف مناهض لرأي الحزب فى الإنتخابات الرئاسية، لأنه كان يعتقد بأن حزبا بحجم تواصل يحتاج من الرشد وحسن التدبير مالم يلمسه فى القيادة السابقة، لذلك أتخذ مواقف مناهضة لآراء القيادة السابقة، لأنه لايستوعب أن حزبا بمكانة تواصل يخرج من مرحلة كان فيها فى صراع مفتوح مع نظام يتحفظ على سلوكه، ثم يدخل فى خصومة مع خلفه دون مبرر، ولذا كانت مواقفه لفرض مستوى من التوازن داخل الساحة، حرصا على مكانة المشروع وصورته.
وفى رده على سؤال عضو بالمكتب التنفيذى للحزب – إسلمو ولد الدمين- قال ولد منصور إن العودة للحزب غير مطروحة، فلا الحزب فى الوارد أن يستجيب لشروط لم يناقشها معه قبل الرحيل، ولاهو يعتقد بأن علاج الملاحظات الجوهرية أمر وارد. وبالتالى لا يعتقد أن العودة إلى تواصل ممكنة إطلاقا بحكم التجربة والمعرفة وما آلت إليه العلاقة بقيادة الحزب فى الفترة الأخيرة.
وأستغرب ولد منصور قول البعض بأن اللقاءات مع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى كان للتشويش على خيارات الحزب ومواقفه. مستغربا كيف يمكن لفاعل سياسي أو إعلامى أو ناشط بالساحة المحلية تتاح فرصة للقاء رئيس الجمهورية ويرفضها، لأنه صاحب القرار الأول بالبلد وصاحب الدور الأبرز فيه.