انتخابات المهجر (غامبيا)…رؤية وتقييم/ القطب أحمد الكريم

 بعد أيام قلائل تنطلق الحملات الانتخابية الممهدة لإعادة تشكيل البرلمان والمجالس الجهوية والبلدية, علي عموم التراب الوطني وفي بعض دوائر الاغتراب والمهجر. ( أفريقيا آسيا أوروبا وامريكا)٠
 وهي مناسبة لإعادة تقييم الساحة السياسية المحلية داخل الجالية الموريتانية في غامبيا واستقراء فرص فوز حزبنا حزب الإنصاف والعوامل المساعدة والمعيقة لتحقيق ذلك   بشكل موضوعي ومتأني في ظل الانشطار والمغاضبة والرفض التي طبعت ردود الفعل علي اختيارات الحزب وترشيحاته بشكل عام رغم ما يظهر البعض من الرضا والقبول والإذعان.   فقبل الإندماج  في أجواء الحملة  وما يرافقها من صخب وحشود ينبغي  استحضار الصراع الدائم بين قطبي الموالاة
( رئيس الجالية السيناتور السابق عن دائرة افريقيا والنائب عن مقطع لحجار المرشح لمأمورية ثانية) صراع يخبو ويتقد حسب المناسبات والدواعى  والذي بلغ الذروة  بتشكيل الأخير مكتبا لتمثيل  الجالية الموريتانية في غامبيا لدى السلطات المضيفة  لم يحظ بالإجماع المطلوب وكان تشكيله آخر مسمار يدق في نعش التلاحم والاتحاد بين صفوف مناضلي حزب الإنصاف علي مستوى الجالية حيث
لم يشفع تشكيله إلا برسائل تعزز منطق الانتصار والنشوة والغلبة وجاءت  تعيينات لجان الحزب المحسوبة علي النائب  تعكس بجلاء تلك الصورة الواضحة وتعزز القطيعة وتعمق الهوة ليكون السعي لحصد مكاسب __شكلية__ مهما كانت الخسائر المادية والمعنوية شعارا لمتصدرى الشأن العام.  نفس اعاق كثيرا كل الجهود الرامية لجسر الهوة وتوحيد الجهود ورص الصفوف لمواجهة خصم بات اكثر اعتدادا وثقة  من ذي قبل لما حقق من انتصار في الانتخابات السابقة  وخلو ساحة المنافسة أمامه حاليا وانفراده بالعمل السياسي تأطيرا وخدمة وتنسيقا داخل الجالية لفترات طويلة توج كل ذلك بترشيح رئيس قسم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية  (تواصل) علي رأس لائحة أفريقيا وهو العضو البارز و المؤسس رفقة رموز  وكوادر حزبه للمكتب الجديد للجالية  تشاركا مع النائب عن مقطع لحجار.
وضعية معقدة رغم الاختيار الموفق للحزب ترشيح السيد احمدو بفشة لما يتمتع به من مميزات وما يمتلك من إمكانات شخصية ومادية تفرضه منافسا شرسا وخيارا مناسبا   إلا أن دعاية منافسيه ستركز يوم الاقتراع علي كون الاختيار بينه وبين أحد أفراد هذه الجالية وهي نقطة معيقة هنا قد تكون مفيدة في أماكن أخرى.   غياب المرجع والقائد الذي يحظى بالاحترام والتقدير داخل الجالية يسعي الجميع لكسب رضاه وجبر خاطره والتضحية من أجله  سيكون له دور معيق فالجميع يدرك مشاغل النائب عن مقطع لحجار بالمنافسة في دائرته الانتخابية وعزوف السيناتور السابق عن المشاركة السياسية داخل الجالية ما يبعد اي منهما عن لعب ذلك الدور والاضطلاع به مانتج عنه تخبط وارتجالية كانت آخر انتجاتها لجنة اشراف علي الحملة لم يتم اشعار أي فرد فيها باختياره أحرى التنسيق معه أو التداول بشأن المهام الموكلة إليه وكأن المطلوب فقط جملة اسماء تعكس تمثيلا شكلانيا لفسيفساء الجالية ومكوناتها في حين يعمل الخصوم بصمت ووفق نظام حزبي واضح يسعي الانصافيون هنا في غامبيا لإعاقة بعضهم وتتفيه جهوده وتقزيم دوره.

لقد كان مطلبي ودعوتي خلال زيارة فخامة رئيس الجمهورية مطلع العام الماضي  بضرورة اعتماد مكتب لحزب الإنصاف هنا في غامبيا  استباقا للوضعية الراهنة وتفاديا للنتائج الكارثية المتوقعة والتي نتحمل كقادة للحزب مسؤوليتها دون غيرنا لكن البعض منا يأبي  إلا أن يتعامل بالمنطق التجاري البحت ولغة المكسب والخسارة بعين التاجر لا السياسي في موضوع سياسي بحت.  وهنا انتهز الفرصة لأطالب باعتماد لجنة مؤازرة ودعم بإشراف مباشر من الحزب  تضم الكوادر المثقفة والفاعلة داخل الجاليات الناخبة تساعد في عملية التعبئة والتحسيس والتأطير بضرورة التصويت للمرشح واللوائح للوطنية علي حد السواء. وتساند جهود الطواقم الرسمية للحملة بحيث يرى كل فرد نفسه دون وصاية أو استغلال.

  القطب احمد الكريم زياد مكلف بمهمة لدى رئيس لجنة شباب حزب الإنصاف وناشط سياسي في الجالية