أزمة عطش خانقة في نواكشوط: انقطاع المياه يفاقم معاناة المواطنين وسط احتجاجات

تعيش العاصمة الموريتانية نواكشوط منذ أسبوع أزمة عطش خانقة، إثر تراجع حاد في توزيع المياه على المشتركين بنسبة تجاوزت النصف، مما أثر بشكل مباشر على أكثر من مليون شخص في المدينة.

شهدت العديد من الأحياء تكدس السكان أمام نقاط بيع المياه، في انتظار الحصول على حاجاتهم من ماء الشرب وسط طوابير طويلة، بينما وصلت أسعار المياه إلى مستويات قياسية، ما جعل الكثير من المواطنين يعانون من ارتفاع التكاليف. بعضهم اضطر للجوء إلى العربات التي تجرها الحمير للحصول على المياه، رغم الزيادة الكبيرة في أسعارها.

وحول أسباب الأزمة، أوضحت الشركة الوطنية للماء أن توقف ضخ المياه يعود إلى ربط منشأة جديدة لإزالة الطمي بمنظومة آفطوط الساحلي، وهو ما تسبب في اضطرابات مؤقتة في التوزيع. بينما أشار المستشار الفني للشركة إلى أن الأعمال الخاصة بالمنشأة دخلت مراحله الأخيرة، ومن المتوقع أن يعود توزيع المياه إلى طبيعته خلال الأيام القادمة، رغم أن الموعد النهائي لم يُحدد بدقة.

الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني سبق أن وجه بضرورة البحث عن حلول عاجلة لهذه الأزمة، في وقت يعاني فيه مشروع آفطوط الساحلي من تأثيرات الظروف المناخية التي تعيق تدفق المياه بسبب الارتفاع الكبير في نسبة الطمي.

وفي ظل تفاقم الوضع، خرج عشرات المواطنين إلى ساحة الحرية وسط العاصمة حاملين عبوات مائية فارغة تعبيراً عن معاناتهم، بينما طالب حزب “موريتانيا إلى الأمام” الحكومة بإعلان حالة استنفار عاجلة لمواجهة الأزمة. كما نظم شباب حزب “تواصل” وقفة احتجاجية أمام مقر شركة المياه مطالبين بحل سريع لأزمة العطش المتواصلة.