خطاب رئيس الجمهورية في افتتاح قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك) لعام 2024
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
– صاحب الفخامة السيد شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية.
– صاحب الفخامة السيد باسيرو جوماي فاي، رئيس جمهورية السنغال، الرئيس المشارك لمنتدى التعاون الصيني؛ للدورة الرابعة على مستوى الرؤساء.
– أصحاب الفخامة والمعالي، قادة الدول ورؤساء الحكومات.
– صاحب المعالي السيد أنطونيو غوتيريس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.
– صاحب المعالي السيد موسى فكي محمات، رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي.
– أيها السادة والسيدات.
يطيب لي، بداية، أن أتقدم بخالص التهنئة إلى صاحب الفخامة، السيد شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، على عقد هذه النسخة الرابعة من قمة التعاون الصيني الإفريقي على مستوى الرؤساء، وعلى ما اتسم به تنظيمها من دقة وإحكام، شاكرا له، وللحكومة والشعب الصينيين، ما أحطنا به، ووفدنا المرافق، من فائق العناية ووافر الكرم الصيني الأصيل.
كما أود أن أتقدم بأحر التهانئ للرئيسين المشاركين لهذه القمة، فخامة السيد شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، وفخامة السيد باسيرو جوماي فاي، رئيس جمهورية السنغال، على ما يوليانه من بالغ الاهتمام لترسيخ التعاون الصيني الإفريقي، خدمة للمصالح المشتركة للطرفين.
– أصحاب الفخامة والمعالي.
– أيها السادة والسيدات.
لقد تمكن منتدى التعاون الإفريقي الصيني من أن يشكل، على مدى ربع قرن، منصة رفيعة المستوى، وإطارا فعالا في تعزيز وتطوير الشراكة الصينية الإفريقية، التي تعد اليوم نموذجا رائدا للتعاون الجنوبي-الجنوبي، بفضل ما أتاحه من بناء مسارات جديدة للتضامن والتعاون، وتسريع التنمية المشتركة للطرفين، مرتكزا في ذلك على أساس متين من الصداقة والاحترام والمنافع المتبادلة.
فغاية جمهورية الصـين الشعبية، والدول الإفريقية، هي الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الاستراتيجي والعمل معاً، لتعزيز التحديث وبناء مجتمع صيني إفريقي رفيع المستوى بمستقبل مشترك كما هو شعار قمتنا هذه.
ولقد استطعنا معا، خطة بعد خطة، ومبادرة بعد أخرى، من رفع مستوى التبادل التجاري بيننا لمستويات قياسية، إذ بلغ حجم هذا التبادل سنة 2023 ما يربو على 280 مليار دولار، وذلك بفضل الاستثمارات الصينية الكبيرة في إفريقيا، وخاصة، تلك التي تأتي في سياق مبادرة الحزام والطريق لترقية البنى التحتية الداعمة للنمو، المينائية، والطرقية، والطاقوية، والرقمية وغيرها.
وإن حاجة الدول الإفريقية لهذه البنى التحتية الداعمة للنمو لماسة، خاصة في ظل سعيها الحثيث إلى إحراز الاندماج الاقتصادي بترقية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية وتحقيق أهداف أجندة 2063 عموما.
ولذا فنحن نرحب كثيرا ونثمن عاليا الأنشطة العشرة التي أعلن عنها صاحب الفخامة السيد شي جين بينغ في خطابه منذ قليل والتي ستنفذها الصين وإفريقيا في مجالات عديدة ومتنوعة، وكما نقدر حق التقدير ما أعلن عنه من دعم مالي يسهم في تنويع وتعميق التعاون الإفريقي الصيني.
ثم إن الشراكة الصينية الإفريقية لا تتأسس فقط على التبادلات التجارية والاقتصادية، بل تنبني كذلك، في الأساس، على اشتراك قوي، في العديد من الرؤى، والمواقف، من قبيل الإيمان بوحدة مصير الإنسانية، وضرورة قيام تنمية مستديمة، شاملة، تستفيد منها كل البلدان والشعوب، وكذلك التمسك بأولوية العمل على تعزيز الأمن، والسلم العالميين، وبضرورة بناء نظام دولي متعدد الأطراف، أكثر عدلا وتوازنا؛ لينعم الجميع بالسلام والازدهار.
وإن القارة الإفريقية اليوم، بحكم ما تواجه من مشاكل داخلية، ومن قوة الارتدادات السلبية، لما يجتاح العالم من أزمات بيئية واقتصادية وأمنية هدامة، لأحوج ما تكون إلى مساعدة جمهورية الصين الشعبية، في إرساء الأمن والاستقرار ودفع عجلة النمو وفي تعزيز صوتها في المنابر الدولية بالقوة التي تضمن مراعاة خصوصياتها، وأولوياتها، في الأجندات العالمية، وهو ما يتطلب ترقية التعاون المتعدد الأطراف ومراجعة بعض جوانب المنظومة الأممية، وإعادة بناء الحكامة الدولية، السياسية والمالية، بنحو يجعلها أكثر عدلا، وإنصافا، وتوازنا لتضمن لكافة البلدان التي هي على طريق التحديث المساواة في الحقوق والفرص والمعاملة علي أساس نفس القواعد، كما الحال في التعاون الصيني الإفريقي في إطار مبادرات الحزام والطريق والتنمية العالمية والأمن العالمي والحضارة العالمية.
– أصحاب الفخامة والمعالي؛
– أيها السادة والسيدات؛
إن من أبرز تجليات هذا التعاون الصيني الإفريقي المثمر، ما يجمع الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وجمهورية الصين الشعبية، من علاقات وطيدة، ظلت تتطور باطراد خدمة للمصالح الحيوية للشعبين الصديقين، وللسلم والأمن الدوليين.
تمثل الصين الشريك التجاري الأول لموريتانيا. ويشمل التعاون الصيني الموريتاني، مجالات عديدة بــــالغة الأهميـــة كالبنى التحتية، والصيد، والصحـة، والتعليم، والنقل والطاقة.
ولن ينسى الشعب الموريتاني، ما كان للصين من فضل في تزويد مدينة نواكشوط بالماء الصالح للشرب، أوائل الستينات، وفي تشييد العديد من الموانئ، والطرق، والمعالم، والبنايات السيادية، وفي إقامة العديد من المشاريع التنموية المتنوعة، كما لن ينسى الدعم الصيني السخي أيام الكوفيد 19.
وإننا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية لمصممون، في إطار مبادرة الحزام والطريق، وخطة التعاون الصيني الإفريقي في أفق 2035، على تعزيز الشراكة مـــع جمـهورية الصين الشعبية، والاضطلاع في سياق العمل على تحقيق تطلعات الشعوب الإفريقية والشعب الصيني الصديق، بالدور الذي يؤهلنا له موقعنا الجيواستراتيجي، ومقدراتنا الطبيعية، واستراتيجياتنا التنموية الطموحة وما يتيحه كل ذلك من فرص استثمارية، وإنمائية واعدة.
وإنني إذ أتمنى لأعمال قمتنا هذه، كل التوفيق والنجاح، لجازم بأنه سيكون لها أثر إيجابي، كبير، في تحقيق سعينا المشترك، إلى تعزيز التحديث وبناء مجتمع صيني إفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”