الهجرة – النزيف المتواصل..!! / ذ.محمد ولد حويه

إن تسلل الإحباط و اليأس إلى الوسط الشبابي وانسداد الأفق أمام غالبيتهم ، تعتبر عوامل أساسية من بين أخرى عديدة جعلت من اديم الوطن حمما تستعر تحت أقدام شبابه في نظر البعض ، ولم تترك لهم بُدًا من وضح أرواحهم على أكف العفاريت ، ودخول الأخطار أملا في تغيير واقع أو تصحيح وضع !!

إن استفحال الظاهرة يستدعي منا الوقوف وبكل شفافية  على الأسباب الرئيسية التي تقف خلفها ، و القيام بتشخيص دقيق للآثار المترتبة عليها نفسيا واجتماعيا واقتصاديا و ديموغرافيًا ، وذلك من أجل الخروج بتوصيات تقضي باتخاذ قرارات حاسمة  تعمل على  توقيف هذا النزيف المخيف و الغير مسبوق ..!!

فالآثار النفسية للهجرة على الفرد و المجتمع و ما تترك من ترومات وندوب نفسية يصعب علاجها ، قد تدخل بالمجتمع وحسب العديد من الدارسين إلى مرحلة متقدمة من التصدع الديمغرافي و البنيوي ، لها تأثيراتها السلبية العديدة على مختلف الصعد ..

ينبغي علينا تلافي الأمر و تسخير كافة الجهود لتوقيف هذا النزيف المقلق ، وخاصة أننا على أعتاب دخول نادي الدول المصدرة للمنتجات النفطية ، الأمر الذي كان بالإمكان أن تكون مؤشراته باعث أمل وبشر في المجتمع و في الوسط الشبابي على وجه الخصوص.

يعتبر هذا التحدي الجديد أحد أهم التحديات القائمة أمام الحكومة ، و ينبغي عليها أن تنجح في تخطيه على وجه السرعة ، من أجل ضمان إستعداد أمثل لعبور آمن إلى الطفرة المنتظرة ، وفق استراتيجية واضحة ومدروسة ..

فريق جسور

موقع يعنى بنشر الأخبار الوطنية والدولية مع توخي الدقة ومراعاة المهنية، كما يضع ضمن أولوياته تسليط الضوء على قضايا الجاليات الموريتانية في الخارج، وخاصة في غرب إفريقيا، والتحديات التي تواجهها، وإيصال صوتها وربطها بالوطن الأم، ليشكل بذالك ” همزة وصل بين الوطن وأبنائه”.