قراءة استشرافية لانتخابات 29 يونيو الرئاسية/ القطب أحمد الكريم

بعد اكتمال لائحة المرشحين لاستحقاقات 29 يونيو, وانطلاق الحملات الانتخابية, تتضح جليا لمسات التحكم فى مجريات العملية من لدن وزير الداخلية واللامركزية بما يضمن التجديد والحسم للرئيس المنتهية ولايته محمد ول الغزواني فى ظل التناقص البين والمتسارع لشعبيته والفشل الاعلامي الذريع الذى طبع مأموريته الاولى.

أريد للتمثيل ان يعكس التنوع العرقي والشرائحي دون ان يشكل التنافس الجاد والتهديد الحقيقي للوصول للقصر الرمادي بعد التحكم المبدئي فى العمد ( الجهة المخولة لمنح التزكية) حيث وضعت جميع احزاب الاغلبية عمدها تحت تصرف حزب الانصاف الذى صرفها فى تزكية مرشحه الرئيس محمد العزواني مستثنيا ٢٥ عمدة فقط ستقسم وفق معايير نعتبرها قطارة تصفية تتيح فقط مرور الخصوم المقطوع بعدم تنافسيتهم بجدية على مناطق نفوذ وتأثير انصار النظام الحالي والمستفيدين منه فتنحصر المنافسة داخل المدن الكبيرة خصوصا انواكشوط وروصوا وانواذيبوا بالاضافة لولايات الضفة حيث يروج الخطاب الشرائحي وتزدهر المطالب الفئوية التى ستتفتت جهود انصارها بين مرشحين اثنين من ابناء تلك الولايات بالاضافة لحامل الخطاب الشرائحي الحقوقي النائب بيرام الداه اعبيد الذي تم ترويضه وتهذيب قاموسه الخطابي سعيا للحظوة لدى ابناء شريحة البيظان محاولة منه لتعويض مناصرين جدد يضمن بهم الصدارة بعد استشعاره فقدان الدعم التاريخي لمواطني وسكان ولايات الضفة مع بروز نجم المحامى الشاب العيد محمدن ذى الطرح العقلاني المقبول لدى طائفة كبيرة من المتبنين لضرورة الحسم فى الملف الحقوقي والانساني ممن غاضبوا بيرام لاسباب عدة,

فى حين يتكئ مرشح حزب التجمع الوطني للاصلاح والتنمية تواصل على مشروع سياسي فقد فى الاونة الاخيرة الكثير من الالق والبريق بفعل الانسحابات الوازنة والانشقاقات الكبيرة التى وصلت الصف الاول من القادة والرموز مع ما رافق ذلك من تجفيف ممنهج لمنابع التمويل من المشرق العربي وفشل تطبيق الشعارات التى تبناها رواد هذا المشروع على ارض الواقع فى البلدان التى توفرت فيها الفرص لذلك. عوامل ستدفع الحزب للمجاهدة من اجل الحفاظ على زعامة المعارضة لا على المركز الاول بكل تاكيد.

فهل ينجح التيار المتراجع الان فى تحقيق ذلك ؟؟